أكد رئيس مجلس الشورى الاسلامي الإيراني محمد باقر قاليباف، ان اتفاق استئناف العلاقات بين إيران والسعودية أظهر أن السبب الرئيسي للخلاف في المنطقة هو تدخل القوى الأجنبية.
واشار قاليباف في كلمة القاها في الجلسة العلنية لمجلس الشورى الاسلامي صباح اليوم الاحد، الى الاتفاق الاخير بين ايران والسعودية، وقال: فيما يتعلق بإعادة العلاقات بين إيران والسعودية، يجب توضيح أن سياسة الجمهورية الإسلامية الايرانية كانت ولا تزال الحفاظ على الاستقرار والأمن في المنطقة والخليج الفارسي دون تدخل خارجي، وقد أظهر هذا الاتفاق أن سبب الخلاف في المنطقة هو تدخل هذه القوى الأجنبية.
وأضاف رئيس البرلمان الايراني: إن عودة العلاقات بين بلدين مجاورين مهمين، بعثت الأمل الجاد في أن تكون هذه بداية لتنمية التعاون السياسي والاقتصادي بين البلدين بما يعود بالنفع على جميع دول المنطقة، وإن الشرط المسبق لتحقيق هذا التطور في التعاون هو مراعاة حسن الجوار وبناء الثقة المتبادلة.
وتابع قاليباف قائلا: نأمل أن تتصرف السعودية بحذر وبعد نظر تجاه مخاطر كيان الاحتلال الصهيوني والمعادي للإسلام واتخاذ موقف حاسم وشفاف ضد خطة التسوية وتطبيع العلاقات، كما نشكر دول الصين والعراق وعمان التي لعبت دورًا مناسبًا في هذه المفاوضات.
ومن جهته، اكد مساعد ومستشار القائد الأعلى للقوات المسلحة الايرانية، اللواء سيد رحيم صفوي في إشارة إلى الاتفاق الأخير بين إيران والسعودية،أن الاتفاق بين إيران والسعودية كان زلزالا في المجال السياسي ونهاية للهيمنة الأمريكية في المنطقة.
وأفادت وكالة مهر للأنباء، انه قال اللواء سيد رحيم صفوي خلال حفل افتتاح متحف للقوات الجوية: نحن مدينون لشجاعة مقاتلي وشهداء القوات المسلحة وسلاح الجو و 48000 شهيد من الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وأضاف: منذ بداية الثورة دخلت القوات الجوية في الميدان وانتصرت في مجالات عديدة، مضيفا: اليوم، لم يكن عدد كبير من شبابنا حاضرين خلال فترة الدفاع المقدس ولا يتذكرون تلك الأيام، لذلك من الضروري أن تشرح للشباب الإنجازات والجهود التي بذلت للدفاع و أمن هذا البلد من خلال الجهاد.
وتابع اللواء صفوي نحن في ظروف بالغة التعقيد وفيما يتعلق بقضايا الدفاع والأمن، تمر الثورة الإسلامية في غرب آسيا والتسلسل الهرمي للسلطة في العالم بمرحلة انتقالية جيوسياسية. ما سنشهده في المستقبل في المنطقة سيكون مختلفًا عما حدث حتى الآن، ومن المهم النظر إلى الاتفاق بين إيران والسعودية بعقلانية وسياسة.
وتابع: من مصلحة المنطقة وأطراف الاتفاقية النظر إلى الصدق والعقلانية على المدى الطويل، وفي رأيي فإن هذه الاتفاقية في مصلحة البلدين ومنطقة غرب آسيا، طبعا من الطبيعي أن تنزعج الغطرسة من هذا الموضوع وتعطل العمل.
وأشار اللواء صفوي في الاتفاق بين إيران والسعودية علامة على تراجع القوة الأمريكية وقال: لقد حان عصر تراجع القوة الأمريكية والصهيونية. التطلع إلى الجيران والتطلع إلى الشرق سيزيد من الثقل الجيوسياسي لإيران ويغير وضع الناس من الوضع الحالي.
وقال: على إيران أن تنظر إلى حالة التوتر هذه بين أمريكا وأوروبا في أوكرانيا وتوتر تايوان كفرصة وتتحرك باستراتيجية محددة تقوم على المصالح المشتركة مع الصين وروسيا والتهديدات المشتركة للولايات المتحدة ضد الدول الثلاث.
ونأمل أن تتجه منطقتنا نحو الأمن والسلام الدائم بهذا الاتفاق. منذ عام 1998 كان قائد الثورة لديه نظرة إستراتيجية للعلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية، وفيما يتعلق بالصين، أدت الرسالة التي بعث بها قائد الثورة إلى رئيس الصين إلى بداية اتفاق بين إيران والصين بمدة 25 عاما.
وقال مستشار القائديجب أن يقال عن الاتفاق الأخير أن هذا الاتفاق كان زلزالا في المجال السياسي ونهاية للهيمنة الأمريكية في المنطقة.
وصرح اللواء صفوي: قرر الصينيون أن يصبحوا أول اقتصاد في العالم بحلول عام 2030، وهذه الاتفاقية بين إيران والسعودية بوساطة الصين، كانت ثاني أكبر ضربة من قبل الصين لأمريكا. المملكة العربية السعودية هي أكبر مورد للنفط للصين، ومن ناحية أخرى، كانت اتفاقية الصين الاستراتيجية مع إيران للاستثمار في تطوير بنيتنا التحتية اتفاقية كبيرة.
وتابع: لقد وسعت الصين منطقتها الجيو اقتصادية من بحر الصين إلى الخليج الفارسي بإستراتيجية محددة. يبدو أن الصين وروسيا ستستمران في مساعدة المملكة العربية السعودية لتصبح عضوًا في منظمة شنغهاي للتعاون. يمكن أن يكون هذا الارتباط بمثابة حاجز ضد الناتو والقوة العسكرية للغرب في المستقبل.