ثارت ثائرة نواب يهود بالكنيست الإسرائيلي عندما اعتلت نائبة عربية المنصة لتعزي في ضحايا زلزال تركيا وسوريا، حيث طالبوا بإنزالها من المنصة، بينما دعاها رئيس المجلس بعدم ذكر أسماء "دول معادية"، خاصة تركيا.
وبدأت الأزمة عندما اعتلت النائبة عن القائمة العربية الموحدة في شمالي الأراضي المحتلة "إيمان خطيب ياسين" منصة الكنيست، وقالت بالعبرية إنها ستتحدث عن زلزال تركيا وسوريا، ثم شرعت في الحديث بالعربية لتعزية الدولتين في ضحايا الزلزال المدمر الذي ضربهما، منذ أسبوع، وأسفر عن مقتل 40 ألف شخص، حتى الآن.
وبمجرد أن ذكرت النائبة العربية كلمات العزاء لتركيا وسوريا، ثارت ثائرة الحضور من النواب اليهود، وطالبو بإنزالها من المنصة، بينما تعالت صيحات البعض: "اغربي من هنا واذهبي إلى تركيا إذا أردت تعزيتهم".
وصاحت نائب آخر: "لا دخل لنا بمصائب العرب".
وأمام صيحات الاستهجان ومطالبات بمنع النائبة العربية من التحدث، سمح لها رئيس الجلسة بمواصلة الحديث، بشرط ألا تتحدث عن شعوب سوريا وتركيا لأنهم أعداء، فردت عليه النائبة: "ما المشكلة في تعزية الأبرياء"، فبادرها بالقول: "أبرياء عندكم أنتم وليس عندنا"، لترد عليه مجددا: "إذن لا تتحدثوا عن الإنسانية".
ثم قال رئيس الجلسة للنواب اليهود: "حسنا، سندعها تتحدث ولن تذكر اسم البلدين العدوين، وخاصة تركيا".
وتأتي هذه الواقعة بالتزامن مع وصف أحد أكبر حاخامات إسرائيل، وهو "شموئيل إلياهو"، الزلزال المدمر الذي ضرب تركيا وسوريا وقتل عشرات الآلاف من الأشخاص، بينهم أطفال ونساء، بأنه "العدالة الإلهية".
وشبَّه "إلياهو" في مقال بصحيفة "أولام كاتان"، وهي نشرة أسبوعية يمينية دينية ذات شعبية بين اليهود، الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا في 6 فبراير/ شباط الجاري بـ"غرق المصريين في البحر" (في زمن سيدنا موسى) بحسب قصة الخروج التوراتية، وفق تقرير لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل" ترجمه "الخليج الجديد".
ومتحدثا عن زلزال تركيا وسوريا، قال "إلياهو" إن "الرب يحكم على كل الأمم من حولنا الذين أرادوا غزو أرضنا عدة مرات ورمينا في البحر"، معتبرا أن "كل ما يحدث يهدف إلى تطهير العالم وتحسينه."
واتهم سوريا بأنها "أساءت إلى سكانها اليهود لمئات السنين"، فيما اتهم تركيا بأنها "شوهت سمعتنا في كل ساحة ممكنة".
وأضاف: "لكن إذا أخبرنا الله بأنه سيحكم على جميع أعدائنا، فعلينا فقط أن ننظر ونفهم ما يدور حولنا"، في إشارة إلى الزلزال.
يذكر أن وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين زار تركيا، الثلاثاء، والتقى بالرئيس رجب طيب أردوغان ووزير الخارجية التركي "مولود جاويش أوغلو"، حيث وجه الأخير الشكر لتل أبيب على إرسال مساعدات وفرق إنقاذ بالمواقع المتضررة، لكنه تحدث أيضا عن التصعيد بالأراضي المحتلة وسياسات حكومة "نتنياهو" لإقامة مستوطنات جديدة، واعتبر أن ذلك يمكن أن يؤثر على العلاقات الثنائية.
وتحسنت العلاقات السياسية بين تركيا وإسرائيل، بعد تجميدها في عام 2010 بعد الاعتداء الإسرائيلي الوحشي على قافلة بحرية تركية حاولت كسر الحصار عن قطاع غزة.