ca-app-pub-6620592749250805/6339281017

"المدن": "سليمان فرنجية أو الفوضى".. نبيه بري أخطأ بحق نفسه وبحق الخصوم !

2023-03-05 | 05:57
"المدن": "سليمان فرنجية أو الفوضى".. نبيه بري أخطأ بحق نفسه وبحق الخصوم !
بعد مؤتمر باريس وعدم صدور بيان جامع، أعاد رئيس مجلس النواب نبيه بري التمسك العلني بترشيح سليمان فرنجية. فيما برزت مجدداً معادلة “فرنجية مقابل نواف سلام”. 
بينما هناك من يذهب إلى تفسير ذلك بمعادلة أخرى خبرها اللبنانيون في أواخر الثمانينيات وتلخّص حالياً بـ”فرنجية أو الفوضى”. جملة وقائع دفعت بري لاتخاذ هذا الموقف: وفقا لـ"المدن"، أبرزها التوتر في العلاقة بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ ورفض التيار لأي من مقومات التفاهم أو التسوية. ثانياً، تعطيل القوى المسيحية لعمل مجلس النواب ومنع عقد جلسة تشريعية. ثالثاً، قدرة الكتل المسيحية على تعطيل عمل اللجان المشتركة. هنا وجد برّي نفسه مطوقاً فاختار القفز إلى الأمام في تصعيد موقفه ضد خصومه وفي اعلان ترشيح فرنجية.
نقطة ثانية دفعت برّي إلى اتخاذ هذا الموقف التصعيدي والذهاب أبعد من موقف الحزب الذي لا يزال يلتزم صمتاً تجاه ترشيح فرنجية، وهذه النقطة تتعلق في الردّ على من يحاول حشر برّي في زاوية الحزب وأخذه بجريرته من خلال الإصرار على التعميم تجاه الشيعة ككل أو تجاه الثنائي الشيعي. علماً أن رئيس المجلس من قبل كان يشير إلى ضرورة الحوار وعدم التشبث، كما يشدد على ضرورة الحوار مع السعودية للوصول إلى اتفاق، لا سيما أنه يرفض انتخاب أي رئيس من دون موافقة السعودية.
أخطأ بري بحق نفسه وبحق الخصوم في الموقف الذي أطلقه تجاه المرشح ميشال معوض، وهذه نقطة ارتدت عليه سلباً، ويمكنها أيضاً أن ترتد سلباً أكثر على سليمان فرنجية. على الرغم من ان الأخير يعتبر نفسه مرتاحاً على وضعه باعتبار أن بري قد نجح في تحييد معوض وقائد الجيش من أمام طريقه إلى بعبدا. استدعى موقف برّي رداً عنيفاً من رئيس حركة الإستقلال ومن القوات اللبنانية. بينما في المقابل يستمر التوتر في العلاقة بين التيار الوطني الحرّ وكل من حزب الله وحركة أمل، وهذا ارسى انقساماً مسيحياً شيعياً ستكون مخاطره كبيرة في حال استمرّ، ولم يتم السعي للبحث عن صيغة تسوية تدفع إليها بعض قوى الداخل بالإضافة إلى قوى الخارج.
ديبلوماسياً، لا يزال برّي مصراً على الحوار الداخلي ومع الخارج وخصوصاً مع السعودية. جولة السفيرتين الأميركية والفرنسية في الأيام الماضية انطوت على نقطتين أساسيتين، فدورثي شيا عملت على جولة استطلاعية حول مواقف القوى، مركزة على ضرورة الإستقرار وانتاج التسوية من دون الدخول في التفاصيل. أما السفيرة الفرنسية فحثّت على المبدأ نفسه على الرغم من تسريبات أو تفسيرات البعض بأن الفرنسيين يتعاطون بواقعية تقضي بعدم ممانعة اعلاء شأن صيغة "فرنجية_سلام". الأمر الذي استدعى رداً سعودياً رمزياً في رفض هذه المعادلة، وقد ركزت المصادر السعودية على تسريب معطيات تفيد برفض السير بهذه المعادلة. 
قوى لبنانية أساسية، تهزأ من حركة السفيرتين، خصوصاً أنه بعد اجتماعات باريس لجأ السفراء إلى لقاء المسؤولين ولا سيما رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، لإبلاغهم بأنهم يتحملون مسؤولية التعطيل. هنا تعلّق شخصية لبنانية بارزة بأن هذا أسوأ ما يمكن أن تنطوي عليه السياسة الديبلوماسية للقوى الخارجية على الساحة اللبنانية. في المقابل، أرسى تصريح برّي وتمسكه بفرنجية نوعاً من التوتر الداخلي والذي يمكن أن يؤسس للمزيد من الإنقسامات وسط تكاثر دعوات الطلاق أو الإنفصال او حتى التقسيم.
قبل أيام، عقد لقاء جديد بين النائب علي حسن خليل والسفير السعودي في لبنان وليد البخاري، وهو اللقاء الثاني بين الجانبين للبحث في كيفية الوصول إلى نقاط مشتركة. بعد اللقاء الأول اعتبر بري أنه لم يسمع بفيتو رسمي وعلني من المسؤولين السعوديين على ترشيح فرنجية، على الرغم من أن موقف السعودية كان واضحاً في بيروت كما في اجتماع باريس. لكن رفض برّي الإقرار بذلك ينطوي على محاولة للدخول في حوار اعمق مع السعودية.
في اللقاء الثاني بين علي حسن خليل والبخاري كان الموقف السعودي  نفسه، إلا أن بري أيضاً لا يزال على موقفه  بضرورة التحاور المباشر مع السعودية لسماع الموقف، في محاولة منه لإقناع الرياض بخيار فرنجية.
 تعليقاً على كل هذه الوقائع، تشير شخصية لبنانية بارزة إلى أنه في حال استمر الإستنفار السياسي والذي يأخذ طابعاً طائفياً بدون تحقيق أي خرق على صعيد الحوار، فإن الأزمة ستكون طويلة وستكون قابلة للذهاب إلى انفجارات متوالية في الأشهر المقبلة. 
ca-app-pub-6620592749250805/6339281017
إشترك بنشرتنا الاخبارية
انضم الى ملايين المتابعين
ca-app-pub-6620592749250805/6339281017
aljadeedtv
حمّل تطبيقنا الجديد
كل الأخبار والبرامج في مكان واحد
شاهد برامجك المفضلة
تابع البث المباشر
الإلغاء في أي وقت
إحصل عليه من
Google play
تنزيل من
App Store
X
يستخدم هذا الموقع ملف الإرتباط (الكوكيز)
نتفهّم أن خصوصيتك على الإنترنت أمر بالغ الأهمية، وموافقتك على تمكيننا من جمع بعض المعلومات الشخصية عنك يتطلب ثقة كبيرة منك. نحن نطلب منك هذه الموافقة لأنها ستسمح للجديد بتقديم تجربة أفضل من خلال التصفح بموقعنا. للمزيد من المعلومات يمكنك الإطلاع على سياسة الخصوصية الخاصة بموقعنا للمزيد اضغط هنا
أوافق