رأى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في حديث لصحيفة "الاخبار" رداً على سؤال عن انعكاسات المصالحة السعودية - الإيرانية لبنانياً ان "مطلوب من بعض كبار القادة في لبنان، والقادة بين هلالين، أن يفهموا هذه التغيرات وأن نسير إلى الحد الأدنى من تسوية مقبولة، وأن لا نراهن على العناد وعلى الفراغ. الفراغ يعيد إليّ هاجس التقسيم."
واضاف: "طرف الثنائي الشيعي واضح. تقدموا بترشيح سليمان فرنجية. أنا أعتقد بأن فرنجية قد يكون مرشح تحدّ كما أن ميشال معوّض مرشح تحدٍّ. آن الأوان أن نخرج إلى صيغة توافقية. أتحدث عن نفسي. عندما أقرأ تصريحاً لسمير جعجع، أستغرب كيف يقول إنه يفضّل الفراغ، وفي كل يوم تشهد الليرة تدهوراً دراماتيكياً. على الأقل، ينبغي أخذ هذا الأمر الأساسي في الاعتبار."
واعتبر جنبلاط أن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية قد يكون مرشح تحدّ، كما أن ميشال معوّض مرشح تحدٍّ، "وآن الأوان أن نخرج إلى صيغة توافقية"، واصفاً المقايضة بين الرئاستين بأنها "بدعة".
وقال : "كنت واضحاً عندما زارني وفد من حزب الله بناء على طلبي وطرحت عليهم ثلاثة أسماء غير نهائية: جهاد أزعور وصلاح حنين وجوزيف عون. باستثناء أزعور، أعتقد أننا لا نزال تقليديين في طروحاتنا. لماذا لا نخرج من هذا التقليد؟ هناك نخب مارونية. في هذا السياق طرحت شبلي الملاط ومي ريحاني. بالنسبة إلي هما الأفضل، لكن القرار لا يعود إليّ."
وفي رده على سؤال ان كان قائد الجيش لا يزال مرشحاً قال جنبلاط: "كان قائد الجيش منذ أشهر مطروحاً لدى الفرنسيين والسعوديين والقطريين. لا أعرف إن كان هناك من جديد بعد التطورات الأخيرة."
وتابع: "طرحت دائماً أن يكون الرئيس بمواصفات اقتصادية.
أفضّل ذلك، مثل جهاد أزعور أو غيره. أيضاً هناك مواصفات قانونية. الملاط قادر على أن يجمع كلتي هاتين المواصفتين مع فريق عمل. انتخاب الرئيس يجب أن يترافق مع تشكيل وزارة وفريق عمل يكون همه الأساسي كيفية وقف التدهور الاقتصادي."
ورداً على سؤال "هل تعتقد أنه ينبغي أخذ هواجس حزب الله في الاعتبار لدى اختيار الرئيس؟"، قال جنبلاط: "أي هواجس؟ لا أحد يمكنه أن يطعن المقاومة، وسبق أن ذكرت أن من يتمسكون بما يسمى القرارات الدولية مثل الـ 1559 يعيشون في «غير عالم». منذ 1967، نتكلم عن القرار 242 ولا يزال الجولان محتلاً، وكذلك القدس والضفة، ولم يُطبّق منه إلا بند واحد بالتفاوض بين مصر وإسرائيل، أعاد إلى مصر أراضيها، وأخرجها من الصراع العربي - الإسرائيلي."
ورداً على سؤال ان كان مع طرح المقايضة بين رئاستي الجمهورية والحكومة في أي تسوية، قال جنبلاط : "لا بد من فريق عمل منسجم. المقايضة بأن يكون الرئيس من فريق ورئيس الحكومة من فريق آخر، هذه بدعة. إذا بدأت المقايضة هكذا ستشمل كل شيء. بعد وقت قصير سيحل محل حاكم البنك المركزي نائبه الشيعي، كما حل مسيحي في الأمن العام. بهذا نحدث خللاً ضخماً ونخربط قواعد الطائف، أو ربما نتبنى نظرية صائب سلام بمداورة وظائف الفئة الأولى. إذا كان كذلك لا مانع لديّ."
وشدد جنبلاط على انه "ليس هناك حصار دولي. هذا نتاج رهان خاطئ على الاقتصاد الريعي، اقتصاد الخدمات والمصارف والسياحة، والتخلي عن الزراعة والصناعة. تراكم الدين إلى أن وصلنا إلى الأفق المسدود."
ورداً على سؤال "من يعطّل الاتفاق مع صندوق النقد؟"، اعتبر جنبلاط ان "لوبي بعض السياسيين ولوبي المصارف القوي، ولذلك نرى رمي المسؤوليات بين البنك المركزي وبين المصارف. والمصارف نفسها منقسمة بين مؤيد ومعارض للكابيتال كونترول، ناهيك عن أن خطة التعافي التي قدّمها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي شديدة الغموض، وترضي كل الناس من دون أن تقدم شيئاً. كبار مستشاري ميقاتي رموها على مجلس النواب على قاعدة «دبّرو حالكم"، ونُسيت في المجلس. ويُقال إن الخطأ الاستراتيجي الكبير بدأ بقرار حكومة حسان دياب وقف تسديد الديون. دياب أيضاً كان محاطاً بمستشارين ذوي طابع يساري من الحاقدين على النظام."
ووصف جنبلاط المصالحة السعودية ــ الايرانية بأنها "تطور استراتيجي كبير جداً"، مشيراً إلى أن العالم اليوم يبدو وكأنه أمام يالطا جديدة.
وتابع جنبلاط: "سبق أن وصفت الخطوة السعودية بأنها ضربة معلم. ما من شك بأن هذا تطور استراتيجي كبير جداً في المنطقة، ودعوة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي لزيارة الرياض تشير إلى الحجم الكبير للتغيرات في المنطقة."
واضاف جنبلاط : "ما من شك بأن هناك جو حروب باردة كبيراً يطل على العالم، بما فيها الحرب الساخنة الهائلة في أوكرانيا، والتي هي حرب بالواسطة بين الأميركيين والروس، وقد تطل على العالم حروب مماثلة في بحر الصين في جنوب شرقي آسيا حيث نشهد سباق تسلح لا سابق له. في رأيي، البند الأول في المصالحة السعودية - الإيرانية هو الملف اليمني."
وعن في رده على سؤال عن "الانفتاح العربي وضمناً السعودي على سوريا"، قال جنبلاط: "عندما تحدث خضات كبيرة عالمياً من حرب أوكرانيا إلى التقارب السوري الخليجي، نرى كيف تدفع الشعوب وحدها الثمن. لكن، بشكل عام، يبدو الأمر اليوم وكأننا نشهد يالطا جديدة. وفي هذا السياق، هناك شعوب بأسرها يُضحّى بها سياسياً وعسكرياً."