مقدمة النشرة المسائية 16-12-2022

و"الأمرُ شُورى بينَهم" وهكذا "انفضّت السيرة" باستدعاءِ رئيسِ حكومةِ تصريف الأعمال نجيب ميقاتي "الكابينيت" الوِزاري الموسَّع إلى اجتماعٍ تشاوري أجرى مناورةَ لمِّ الشَمْلِ الحكومي وعَقَدَ لقاءً حوارياً استُحضرت في خلالِه رُوحُ الدُستور وتمّت ملاحقةُ شياطينِ القوانين لمناقشةِ دُستوريةِ أيِ اجتماعٍ لمجلسِ الوزراء سابقاً أو لاحقاً كما طَرَحَ بعضُ الوزراء المراسيمَ الجوالة في الحالاتِ الضرورية لتسهيلِ شؤونِ المواطنين وأفضى إلى تأليفِ رُباعيةٍ وِزراية من أصولٍ قضائية تَضُمّ: هنري خوري، بسام المولوي، عباس الحلبي ومحمد مرتضى على أن تَجتمِعَ في الساعاتِ المقبلة لتحديدِ ما هو طارئ، وآليةِ إصدارِ المراسيم. في الشكل كان اجتماعٌ لتخفيفِ الاحتقان وعقْدِ مجلسِ صُلحٍ بينَ الوزراء، لاسيما الموتورون منهم ومن ثم استدراجهم لاحقا الى حضور جلسات الضرورة  لكنّ المضمون لا يُصرَفُ في السوقِ الموازية، وليست له أيُ مفاعيلَ يُمكِنُ تطبيقُها في المدى المنظور وَقَفَ ميقاتي على خاطرِ التيارِ الوطني الحر في الطَرحِ الذي جرى تَبنّيه ووُلِدت اللَجنةُ الرباعية من رَحِمِ قاعدةْ "6و6 مكرّر"، إلا أن تسييرَ شؤونِ الناس لا يحتاجُ إلى ثقافةٍ وتربية، بل إلى قراراتٍ جريئة تكونُ بمستوى مواجهةِ الأزَمات معَ وصولِ الدولار إلى حافّةِ أربعةٍ وأربعينَ ألفاً على مِقياسِ سِعرِ الصرف ما يَستدعي اجتماعاتٍ حكوميةً متواصلة لتصريفِ الحلول بدلاً من إنتاجِ مزيدٍ من الأزَمات واستيرادِها إلى سوقِ المزايداتِ السياسيةِ والشعبوية. اجتماعُ مجلسِ الشُورى الوِزاري وعجَلاتُه الرُباعية، جاءَ بعدَ زياراتِ المراسيمِ الجوالة إلى الناقورة حيث تحوّلَ المَقرُّ العام لليونيفيل إلى مَحجّةِ الوافدينَ المُستنكِرة يتقدّمُهم رئيسُ حكومةِ تصريفِ الأعمال وقائدُ الجيش، ووفدٌ من لَجنةِ الشؤونِ الخارجية في مجلسِ النواب ومن المَقرِّ الأُممي قالَ ميقاتي إنّ التحقيقاتِ متواصلةٌ في مقتَلِ الجندي الإيرلندي، ومَن تَثْبُتُ إدانَتُه سيَنالُ جزاءَه، وإنّ البيئةَ التي يَعمَلُ فيها الجنودُ الدَوليّون بيئةٌ طيّبة وذلكَ رداً على الرئيس الإيرلندي بالأمس من أنّ قوّاتِه تَعمَلُ في بيئةٍ معادية وفي مقابلِ المحاولاتِ الجارية لتطويقِ ذُيولِ الحادث وَصفَ وزيرُ الداخلية بسام مولوي الاعتداءَ على اليونيفيل بالجريمة رافضا القَبول بشرعيَّتَينِ او بنِصفِ دولة وفي المعلومات فإنّ وفداً إيرلندياً سيَصِلُ غداً للمشاركة في التحقيقات الجارية على أرضِ الحادث في وقتٍ تتركّزُ تحقيقاتُ استخباراتِ الجيش على تكوينِ مِلفٍ كامل من خلالِ جمْعِ معطياتٍ مَيدانية لم تَبلُغْ بعد مرحلةَ الإستدعاءات وتوقيفِ المشتبهِ فيهم وبحسَبِ المعلومات فإنّ حالةَ الجندي الآخر تجاوزتْ مرحلةَ الخطر على أن يَتِمَّ لاحقاً وبالتعاونِ معَ اليونيفيل الاستماعُ إلى أقوالِ الجرحى الذين كانوا على متنِ الآلية وكذلكَ الاستماعُ إلى المواطنيْن اللذيْن أُصيبا بعدَ تعرّضِهما للدهس أثناءَ محاولةِ هروبِ الدورية. وإلى أن تنتهي عاقِبةُ "العاقبية" في أرضِها، ولا يَجري استخدامُها في البازارِ السياسي فإنّ عواقبَ تفاهم "مار مخايل" وَضعت حزبَ الله على مِشرحةِ التيار وبعدَ قول باسيل إنّ الاتفاقَ على المِحكّ و"مش ماشي الحال" رمت النائبةُ الثانية في التيار ورقةً تعجيزية أخرى في وجهِ حزبِ الله، مبنيةً على ثلاثِ ركائزَ لم تُنفّذْ من الاتفاق، وتقومُ على الاستراتيجيةِ الدفاعية وبناءِ الدولة ومحاربةِ الفساد، إضافةً إلى المناصفة بينَ المسلمينَ والمسيحيين هذا الموقفُ معطوفاً على ما أدلى به النائب جورج عطالله لبرنامَج الحدث بأنّ التيار لن يَقبلَ بتواقيعِ النِصف+1، وبأنّ الحلَّ الوحيد لأزْمةِ مجلسِ الوزراء هي أن تَذهبَ المراسيمُ الصادرة عن جلسةِ الاثنين "للَكبّ" يؤكّدُ المؤكَّد من أنّ التيار يقودُ انقلاباً ناعماً ضِدَ حزبِ الله والحزبُ يتلقّى الصَفَعات على قاعدةْ "ضرب الحبيب زبيب".