ستةُ أعوامٍ رئيساً لجُمهوريةٍ عُلّقت على شبكةِ التيار.. وفي استراحةِ جنرالٍ لم يُحاربْ، أطلَّ ميشال عون ضيفَ شرف على ميرنا الشالوحي مترئّساً تكتلاً لحاشيتِه السياسية بعدما كانَ رئيساً للبنان وعلى مَسمعِ مَن اتَخذَ البلادَ رهينةَ مرسومٍ جوّال وعطّلَ انتخابَ رئيس ما لم يَخرُجْ من بيتِ طاعتِه.. قال عون: في حالِ لم تتغيّر الطبقةُ الحاكمة الحالية لن يكونَ هناك وطن، والوطنُ لا يُبنى بالزُمرةِ الحاكمة حالياً ولوهلةٍ يَظُنُّ المتابِعُ أن مَن يتكلّم ليسَ رئيساً سابقاً، ولم يصل إلى قصرِ بعبدا على صَهوةِ إصلاحٍ كَبَا عندَ أولِ مَفرِقِ تغيير، وانصهرَ والصِهرُ معَ فرقتِه الموسيقيةِ الحاكمة في لُعبةِ المحاصصة وترشيدِ الفساد وفي لحظةِ تبصير وقراءةِ كفّ وضرْبِ مَندل، تحوّلَ عون إلى استشرافيٍ يَستطلعُ المرحلة، فتوقّعَ ما بينَ ثلاثِ إلى أربعِ سنوات لكي نتنفّسَ من جديد.. وأَحصى أنّ ثمانينَ في المئة من الشعب ِاللبناني أصبحَ فقيراً لكنْ من دونِ أنْ يُخبِرَنا مَن أوصلَنا إلى هنا، ومَن أَطبقَ على صدرِ لبنان وخنَقَهُ ساحباً أنفاسَه، وكيفَ نَشَرَ عصابةً حاكمة مَنعت عن اللبنانيين الكهرَباء وعطّلت حكومات، ولم يكُنْ لها من مَهامٍ سوى إبقاءِ البلد رهينةَ بِدَعٍ دُستوريةٍ وميثاقية تحتَ ذريعةِ الدفاعِ عن حقوقِ المسيحيين ولعون السياسة رديفٌ في القضاء.. وغزواتٌ ونشْرُ غسيلٍ قضائي على حِبالِ التواصلِ الاجتماعي والقضاءُ المعتكِفُ على أزَماتِه وعن أقواسِ محاكماتِه.. أَطلقَ اليوم حملةَ تطهيرٍ من تحت، بكَفِّ يدِ القاضي المنفرد الجزائي في بعبدا شادي قردوحي عن العمل.. لعِلّةِ عدمِ الأهلية والانقلابِ على الصورةِ المكرّسة عن القاضي التي تَستوجبُ الالتزامَ بمُوجِبِ التحفّظ فهل يُكمِلُ طريقَه إلى "بعبدا الفوقا"، ويفتحُ مِلفَّ القاضية غاده عون العالق على عدمِ الأهليةِ نفسِها؟. اليومُ القضائي لم يَقِفْ عندَ حدودِ التغريدِ والتسديد بالموقفِ السياسي.. بل استُتبِعَ بطلبَيْ ردّ بحقِ القاضية غاده عون، تَقدّمَ بهما كلٌ من النائب وليد جنبلاط بعدَ استدعائِها أمينَ السجلِّ العَقاري في الشوف هيثم طربيه على خلفيةِ نقْلِ مُلكيةِ ثلاثِمئةٍ وستةِ عَقارات من جنبلاط إلى ابنِه النائب تيمور جنبلاط والثاني من الوكيلِ القانوني لهدى سلوم الموقوفةِ بتُهمِ الفساد في النافعة وعلى ما تقدّم.. فإنّ بعضَ القضاء نُسخةٌ غيرُ منقّحة عن السياسة، وسيَبقى مكتوفَ اليدين طالما بعضُ محاكمِه أَصبحت مَحمياتٍ سياسية تُدارُ من غُرفِها السوداء في العُرف، من الجائزِ أنْ يقودَ القضاءُ حملةَ الأيادي البيض لتطهيرِ أروقتِه من شوائبِ قُضاتِها.. وفي لُغةِ العدل، لماذا لم يتحرّك القضاءُ نفسُه ويَخُضْ معركةَ الدفاعِ عن أصولِ الدولة، أقلُّهُ على ضَفّةِ الصفقاتِ والسمسراتِ والإخبارات بحقِ مَن يتلاعبُ بالعُملةِ الوطنية وأسواقِ الدولار السوداء التي سَجّلتِ اليوم ارتفاعاً جنونياً وَصَلَ إلى حدودِ خمسةٍ وأربعينَ ألفاً.. في ظِلِّ معلوماتٍ أنّ الدولار فَتحَ خطاً عسكرياً معَ دمشق حيث تَتِمُّ عمليةُ تهريبِ العُملةِ الخضراء. تحليقُ الجنرال الأخضر عالياً على أبوابِ الأعياد، ضرورةٌ تُبيحُ المحظورَ على اجتماعِ حكومةِ ِتصريف الأعمال.. لكنّ فيتو المراسيمِ الجوالة يَحُولُ دونَ ذلك وبشهادةِ مشرّعٍ من زمنِ حكومةِ تمام سلام نفسِها، قال الوزيرُ السابق بطرس حرب للجديد: إنّ تلكَ المراسيم غيرُ مطابقةٍ لمواصفاتِ المرحلة، ويُعمَلُ بها عندَ الدواعي الأمنية فقط، والتي تَمنعُ الوزراءَ منَ الوصولِ إلى مَقرّ الاجتماع ووَصفَ حرب المراسيمَ الجوالة اليوم بأنها خروجٌ على أحكامِ الدُستور واختراعٌ على الطريقةِ اللبنانية، وبالتالي لا حاجةَ إلى الجوءِ إليها لأنّها تعطيلٌ قَصدي لعملِ السلطةِ التنفيذية.. وجَزَمَ بأنّ توقيعَ كلِ الوزراء لم يَكُن شرطاً لتطبيقِ المرسوم، وأنّ الإجماعَ الوِزراي على قضيةٍ واحدة من شأنِه عرقلةُ هذه القضية وعليه، وبحسَبِ الدُستوري بطرس حرب، فإنّ لرئيسِ حكومةِ تصريفِ الأعمال نجيب ميقاتي الحقَّ في دعوةِ مجلسِ الوزراء إلى الانعقاد متى دَعتِ الحاجةُ إلى ذلك. لبنان يَلفُظُ أنفاسَه.. ومِلفُه وَصلَ إلى ضِفافِ البحر الميت في مؤتمرِ بغداد الثاني الذي ضمَّ دولَ جوارِ العراق بحضورٍ فرنسي بعدما حَضرَ اليوم في بكركي وإنْ على هامشِ التهاني لمناسبةِ الأعياد، بزيارتين منفصلتين إيرانيةٍ وسعودية وأفادت مصادرُ الصّرح البطريركي لقناة الجديد أنّ السفيرَ السُعودي وليد البخاري أكد أهميةَ إجراءِ الانتخاباتِ الرئاسية في أسرع ِوقت، إضافةً إلى ضرورةِ تشكيلِ حكومة تكونُ منسجمةً معَ الرئيس للنهوضِ بلبنان وقالّ إنّ هناك تواصلاً دائماً معَ بعضِ الجهاتِ الدولية في موضوعِ الاستحقاق الرئاسي، وعلى رأسِها الدولةُ الفرنسية. وفي خاتمة أحداث اليوم انتقل صخب المونديال إلى الأرجنتين حيث خرج شعبها إلى الشوارع مستقبلاً أبطال منتخبه استقبال الفاتحين وعاد الهدوء إلى الملاعب حيث طوي العلم الفلسطيني ومعه قضية حملها أسود الأطلس إلى المربع المستطيل ورفع رايتها اليوم " أسد مقنع" ارتقى شهيداً في معتقلات الاحتلال بسبب الإهمال الطبي ولناصر أبو حميد المحكوم بالمؤبد خمسة أشقاء محكومون بالمؤبد شقيق شهيد . صدق محمود درويش حين قال على تلك الأرض ما يستحق الحياة.
مقدمة النشرة المسائية 30-3-2023
مقدمة النشرة المسائية 28-3-2023