مقدمة النشرة المسائية 13-2-2023

صفعة "خمس نجوم" وَصلت إلى السلطاتِ اللبنانية بجَناحيها التشريعي والحكومي عَبْرَ سفراءِ الدولِ الممثَّلة في خماسيةِ باريس الدولية والعربية/ ولخّصَ السفراءُ مُسوّدةَ البيانِ الختامي الذي لم يَصدُر في العاصمة الفرنسية، باعتبارِ أنّ الجلَسات مفتوحةٌ حولَ لبنان.. لكنّ التهديدَ جاءَ من عبارةٍ تَنطوي على عقوبةٍ للبلد الممتنعِ عن انتخابِ رئيس/ فالسفراء أَبلغوا المسؤولين أنّ عدمَ انتخابِ رئيسٍ جديد سيُرتِّبُ إعادةَ النظر في مُجملِ العلاقات معَ لبنان،/ وإذا لم يَقُم النواب بواجباتِهم فالدولُ الخارجية لن تكونَ أكثرَ حِرصاً من المسؤولينَ اللبنانيين أنفسِهم// وبرفْعِ سيفِ المقاطعةِ الدولية والعربية للبنان وربطِها على درجِ بعبدا.. فإنّ الدولَ الخمس تكونُ قد استَخدمت حقَّ النقض الفيتو ضِدَ المسؤولين،/ وضَغطت باتجاهِ انتخابِ رئيس، وإجراءِ إصلاحات، وإقرارِ مشاريعَ ومعاهداتٍ ثنائية.. لاسيما أنّ بينَها اثنتين وعشرين اتفاقيةً مبرمة معَ السُعودية ولم تُبصِر النورَ منذُ سنوات// لكنّ المسؤولين أغلبَ الاعتقاد أنهم استَمعوا للتهديداتِ الدولية والعربية.. وأداروا لها ظَهرَهم ليَستكمِلوا خلافاتِهم الطارئة على بنودٍ استجدّت مؤخراً،/ وبينّها الصراعُ على الجلسةِ التشريعية التي تمكّنوا من العصفِ بها قبلَ الاتفاق على جدولِها/ والجلسةُ طارت من خميسِها بفعلِ اشتباكاتٍ دَخلت اليها الرياحُ الطائفية، والعواملُ المرابِضة على الجبهةِ المارونية، وصراعُ الألوية في التمديدِ الأمني، ونزاعُ المصالح على قانونِ المصارف، وحربُ النِصاب التي فجّرها مؤخراً التيارُ الوطني الحر بإعلانِه مقاطعةَ جلسةِ التشريع// وتشريعُ الضرورة كان يَعتزمُ تبرئةَ ذمّةِ المصارف ومنحَهم الحَصانةَ النيابية من قِبَلِ احزابِ السلطة الممثَّلين في المجلس.. وكلُه تحتَ شعارٍ زائف بقُدسيةِ اموالِ المودعين/ وكان المجلس سيُشرّع الكابيتال كونترول لاخلاءِ سبيلِ المصارف من خسائرَ تكبّدتها وستُحمّلُ المودعين والدولةَ مسؤوليتَها/ وبشهادةٍ لنائبِ رئيسِ الحكومة سعادة الشامي المَعني بمِلف المفاوضات معَ صُندوقِ النقد الدولي، أن المصارفَ كانت مُنتشيةً بالفوائد وسهولةِ الإقراض إلى القطاعِ العام، فوَضعت مبالغَ طائلة في مصرِف لبنان ولم تَحترِزْ بالشكلِ الكافي// وإذا كانت كلُ بنودِ الجلسة الطائرة قد عُلّقت الى الاسبوع المقبل لاستكمالِ بحثِ جدواها.. فإنّ الحدث يَخطفُ بصرَهُ اليوم وغداً الى بيت الوسط وضريحِ الشهيد رفيق الحريري/ ولمناسبةِ ذِكراه الثامنة عَشْرَةَ حضَرَ الرئيس سعد الحريري الى بيروت التي يُقيمُ بينَ ربوعِها يومين فقط.. والكميةُ محدودة في نوعيةِ الاستقبالات والتصريحاتِ والمواقف/ وأمضى الحريري يومَه الاول صامتاً وبعيداً عن الاعلام.. ويكادُ يُقارِبُ حركةَ الاجسامِ الطائرة الغريبة التي يَكثُرُ ظهورُها في فضاءاتِ العالم/ سيَكتفي بالحزن على الشهيد.. قبلَ أن يُغادِرَ عائداً الى حيثُ انطلقَ منذُ ثلاثةَ عَشَرَ شهراً.